إنما الأعمال بالنيات

   

        شرح حديث: "إنما الأعمال بالنيات"

كل شيء يحدث في الحياة لابد أن يسبقه نية، وكل شيء فعله الإنسان في الحياة كان أساسه النية سواء بالإيجاب أو السلب.

مقولة قد قالها أحدهم:

"إذا أنت لم تنوي علي شيء فأنت من ضمن نية آخرين "

مثلًا: إذا لم أنوي علي شيء في المستقبل بأن  يكون لدي هدف محدد لأصنعه وأسير عليه وأسعى وأجتهد من أجله فأصبحت جزء من نوايا آخرين يوظفوني تبعًا لخدمتهم.

إذن عدم وضع النية هي من أخطر مايكون لحياة أي إنسان فالفقير لم يضع نية بأن يكون غني في يوم من الأيام لذلك ظل فقيرًا.

◼️هل هناك فرق بين النية والتمني ؟

أجل الفرق كبير جدًا؛ فالتمني هو تمني الحصول على شيء مستحيل؛ فمثلًا تمنيت أن أقوم من مكاني لأفتح الباب أو لأذهب للخروج لشراء شيء ما، حينها ستشعر بالكسل وعدم النهوض ولم تقوم من مكانك.

أما لو نويت وقلت نويت أفتح الباب ستشعر بالقوة والصحة والنهوض لفتح الباب والخروج والشراء بخفة ورشاقة وحيوية وحينها ستجد نفسك استغرقت ثلاث ساعات أو أكثر في الخارج والشراء وهكذا.

ولو أخبرك أحدهم أنه نوى ليتسلق الجبال لترك عندك انطباع بأنه شخص قوي.

لذلك أخبرنا الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم):

يقول:"إنما الأعمال بالنيات": أيْ العمل يتحقق بالنية.

"وإنما لكل امرئ ما نوى": أي لك ما نويت عليه.

سواء نويت خير فينصرك الله عليه ولو نويت شر ينصرك أيضا علي فعله.

◼️توجد نية وعزيمة على أمرٍ ما؛ ولكن لم يتحقق فما السبب؟

النية: هي قصد الشيء مقترنا بالفعل .

فمثلًا: نويت أصلي العصر نية وحدها دون القيام للصلاة لم يتحقق، لكن لو نويت شيء ووثقت برب العالمين وأخذت بالأسباب التي في يدي لازم توصل لها لازم بفضل الله لأنك وثقت بأن الله يعينك عليها.

وقال تعالى " وكان حقًا علينا نصر المؤمنين" من النصر تحقيق الهدف لو عندي نية وأخذت بالأسباب وإيمان عالي سأصل بفضل الله؛ فالنية أن تسلم أمرك لله.

الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتعود بطانًا".

بحث العلماء عن الطير كيف يصل إلى مكان الأكل؟

الطير يعيش في قارة معينة ويسافر آلاف الكيلومترات ليصل إلى الأكل لأن الطير يخرج ناوي على الأكل ويصنع ما عليه فيجد نفسه يريد أن يطير ويطير إلى أن يصل إلى مكان الأكل أنا نويت وتركت نفسي لله وتوكلت عليه وأخذت بالأسباب فيصل إلي مكان أكله رغم آلاف الكيلو مترات.

والشاعر يقول "دع الأمور في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال".

أي اٌفعل ما عليك واترك كل شيء لله.

 

◼️ويقول أحدهم إذا نويت على شيء يخلقه الله في عالم الكون وييسر لك كل الأمور التي تدفعك إليه.

فمثلًا: أنا نويت أنهض من مكاني لأفتح الباب فوجدت منضدة واتصدمت أقدامي فيها إذن هذا أحد أسباب الوصول وهي الصدمة.

ألم يقل الله تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"

إذن الصدمة سبب سلبي لتغيير المسار إلى الجهة الأخرى .

إذا حدث لك شئ سلبي اتجاه نية على شئ يجب أن تراجع نفسك لتعديل مسارك.

◼️ماذا يحدث لو نوى على شيء شر هل يتحقق؟

إذا نوى على قتل أحد وكانت نيته عالية جدًا والطرف الآخر لم يحصن نفسه يتحقق.

أما لو الطرف الآخر حصن نفسه بالله وبأذكار الصباح ودعى ربه بيقين أن ينجيه ويحفظه؛ ففي هذه الحالة يستطيع بفضل الله أن ينتصر على نية الشر ولم يصيبه أي مكروه لأنه في رعاية الله وأمنه.

يعني مستحيل يصيبه بفضل الله أي شر ولو الطرف الثاني عمل المستحيل وخطط لقتله أو دماره لاينتصر هنا الشر علي من توكل على الله ووثق بالله وأخذ بالأسباب وحصن نفسه بالاذكار لن يصيبه أي مكروه كان لأن الله لايؤذي عبادة ابدًا.

واعلم أيها الإنسان أن الله لايؤذي أي كان من عباده حتى الكافر وإنما تأتيك المصائب من أعمالك أنت

قال تعالي "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" فإذا أصابك مكروه راجع نفسك ربما ظلمت، ربما آذيت نفسيت إنسان، ربما عدم ثقة في الله، ربما تعالِي أو تكبر على خلق الله، أو ربما افكار سلبية في عقلك، أو نقص معلومات لديك، فأصابك مكروه من أعمال نفسك.

  إذا وثقت بالله حق الثقة سيعطيك والله لايؤذي مطلقًا.

 

فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته لله ورسوله: 

أي هاجر من أجل إعطاء الفقراء والمساكين الصدقات، أو عِلْم لينفع به نفسه وأهله والعالم، أو لٍلْحج والعمرة فهجرته لله ورسوله ويعينه الله عليها وييسر له كل الأمور.

ومن كانت هجرته إلي إمرأة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر إليه

يعني من هاجر من أجل زواج فلانه وهي تسكن في مكان بعيد يحتاج إلى سفر طويل فيعينه الله وييسر له السفر للزواج إليها.