بيت آمن به جدران وسقف، طعام ساخن طازج أعد بإتقان وبخامات عالية الجودة، تلفاز يبث موادا ترفيهية وأخرى ثقافية، نافذة تطل على طبيعة خلابة تستشعر بوقوفك فيها أنك في الجنة، لكن هناك شيء ناقص، شعور غائب، تمتلك كل شيء لكنك فارغ من شيء ما، فما هو!
تدرك أنك رغم كل ملامح الحياة الرغدة اليسيرة، إلا أنك لا تتقاسم رغدها وسعادتها مع أحد غيرك. تعيش وحدك في كهفك، لا صحبة ولا رفقة تهون الطريق وتسري عن قلبك الضيق.
تشعر بخواء، فكما يقال" جنة من غير ناس ما تنداس"، إذن أين هؤلاء الناس، وأين ذهبوا، ولم استمرؤا الغياب!
قد أكون اخترت العزلة واستشعرت أمانا وطمأنينة في الوحدة؛ تجارب إنسانية أودت بي لذلك الطريق، والذي لم أدرك وحشته، إلا بعد أن بلغني الكبر.
الطمأنينة حتماً ليست في وحدة وبعد عن الناس، فكما أن هناك أشخاص يجحدون المعروف، ويغضون الطرف عن عشرتك الطيبة، هناك أشخاص ما هم إلا ورود تنثر عبير الود والحب والطمأنينة على من حولها، فتشعر براحة نفسية تسري في أوصالك، أمانا وجمالا.
الوحدة شعور مزيف بالطمأنية، قد تركن إليها فترة ما، فقد أوهمتك أنها خير رفيق، لكن فطرة الإنسان أن يأنس مع خل وفي، يرى فيه الإخلاص، ويستشعر قلبه الطمأنينة في حضرته، ويرى منه مؤازرة في أوقات الشدة، ليسمع منه لا تحزن إن الله معنا.
طمأنينة قلبك في صحبة آمنة، لا ترى منها إلا المعروف، فتسكت ضجيج الوحدة في نفسك، وتسكن مع من آمنت على قلبك في وجودهم.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقاتك