كلّما تقدّمت في السن، ستلاحظ أن مسؤولياتك الشخصية والمهنية تكبر، وتزداد بوتيرة قد يصعب السيطرة عليها أحيانًا. ومنا هنا تأتي أهميّة الحفاظ على التوازن بين كلّ من الحياة الشخصية والعمل. وكلّما ازداد عدد الأشخاص الذين يعتمدون عليك سواء في العمل أو في المنزل، ازدادت أهمية تحقيق هذا التوازن.
_ ويحتاج خلق التوازن إلى أخذ جميع عناصر حياتك بعين الاعتبار والتي يمكن أن نقسّمها إلى فئتين أساسيتين:
عناصر داخلية: تشملك أنت كشخص، ويندرج تحتها قلبك وعقلك والجانب الروحي فيك.
وعناصر خارجية: تشمل كلّ العوامل المحيطة بك من أشخاص أو أماكن، مثل العمل، النشاطات الاجتماعية، العائلة ووسائل الترفيه.
_ وحتّى تحقق التوازن بين هذه العناصر جميعها، عليك أوّلاً أن تحدّد كم من الوقت والجهد تستثمر في كلّ منها، وما الذي تتلقاه بالمقابل.
وتحصل الموازنة بين الحياة العملية والعلمية والاجتماعية عن طريق:
1. وضع جدولاً زمنيًا والالتزام به.
تخطيط يومك بأدق التفاصيل سيمنحك المزيد من الحرية، حيث يسهم تخصيص مهام معينة لتنفيذها خلال فترات زمنية محددة في جعلك قادرًا على القيام بكل ما تريد في الوقت الذي تريد.
2. لا تسمح لجانب من حياتك أن يتداخل مع الجوانب الأخرى.
عليك أن تعرف تمامًا متى تعمل ومتى ترتاح.
إن كنت تجري اتصالات على الدوام من منزلك، أو وجدت نفسك تردّ على الرسائل الإلكترونية المهنية معظم الوقت، ستشعر بعد بعض الوقت أن حياتك الشخصية ليست سوى امتداد لحياتك في المكتب.
3- جدولك الزمني وحده ليس كافيًا.
حتى تتمكّن من الاستفادة من يومك وتحقيق التوازن الأعظم في جميع جوانب حياتك احرص على التعرّف على الجداول الزمنية للأشخاص المحيطين بك، حتى تضمن ألاّ يحدث أيّ تعارض بينها،
وتذكّر دومًا أن التوازن الحقيقي بين الحياة والعمل لا يعني تخصيص الوقت الكافي لكلّ جانب من جوانب حياتك وحسب. بل إنّه يتمحور أيضًا حول أن تكون متواجدًا في اللحظات المهمّة أيضًا.
4. حلّل وقتك.
إن تحقيق أقصى استفادة من وقتك يعني أن تقضيه فيما يعود عليك بالفائدة، ولن تتمكّن من ذلك إن كنت لا تعرف كيف تنفق وقتك في المقام الأول.
ماهي نسبة يومك التي تقضيها في العمل مع العملاء؟ في إدخال البيانات؟ أو في التحقق من رسائل البريد الإلكتروني؟
5- فكّر أبعد من مجرّد الوقت.
قد تعتقد أن تخصيص الوقت الكافي لأداء المهام المختلفة سواءً كانت شخصية أم لا هو كلّ ما تحتاجه لتحقيق التوازن في حياتك. لكن لابدّ أن تعي أنّ الأمر ليس مجرّد لعبة أرقام. أن تكون في مكان ما جسديًا يختلف كلّ الاختلاف عن معنى أن تكون متواجدًا حقًا.
_ فالتوازن الحقيقي بين العمل والحياة الشخصية يعني تحقيق التوازن في طاقتك أيضًا. فإن كنت متعبًا ومرهقًا، لن تتمكّن من أداء عملك على أتمّ وجه حتى لو قضيت فيه أضعاف الوقت المطلوب منك. لذا احرص دومًا على مراقبة مستوى طاقتك ونشاطك. إن وجدت نفسك مرهقًا، فلا تتردّد في أن تأخذ قسطًا من الراحة.
_ ومن خلال تطبيق الخطوات البسيطة، والالتزام بها ستتمكن تدريجيًا من التحكم في حياتك بصورة أفضل.
وشيئًا فشيئًا ستجد أنك أصبحت أكثر قدرة على تخصيص وقت مناسب لكل جانب من جوانب حياتك، وسترى نتائج ذلك على مدى سعادتك ورضاك تجاه نفسك.
كتبت هذا المقال: هبه أيمن البديوي
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقاتك