انطلاقًا من أن الأدب يعد انعكاسًا لحقيقة الحياة فإن ذلك ظهر واضحًا في الأدب الأوروبي الذي يعبر عن القارة الأوروبية في مختلف العصور وذلك من خلال الأعمال الأدبية كالشعر والروايات والمسرح، والقصص القصيرة، والمقالات وغيرها.
يتميز الأدب الأوروبي بالتنوع الثقافي حيث أنه يجمع بين العديد من الثقافات واللغات المختلفة مثل الأدب الإغريقي والروماني القديم والأدب الإنجليزي، والأدب الإيطالي، والأدب الفرنسي، والأدب الألماني وغيرهم ،كما أن للأدب الأوروبي تاريخًا طويلًا يمتد إلى مئات السنين وقد أثر بشكل كبير في الأدب العالمي.
الأدب الأوروبي في العصور القديمة
بدأ الأدب الكلاسيكي اليوناني والروماني في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد وحتى القرن الثالث بعد الميلاد وقد تميز الأدب في هذه الفترة بالعقلانية والتوازن والانضباط واهتم بالقيم والفضيلة في المجتمع وقد تناولت الأعمال الأدبية في هذه الفترة الكثير من القضايا الأخلاقية والسياسية.
الأدب اليوناني(الإغريقي)
الأدب اليوناني يعد أحد أهم التراث الأدبي في التاريخ، والذي ترك أثرًا عميقًا في الأدب العالمي والثقافة بشكل عام، وهو أقدم أدب قومي وقد قدم الأدباء اليونان الكثير من الأشكال الأدبية الرائعة بما في ذلك الشعر الغنائي والملحمي والمسرحية الهزلية والمأساوية والكتابات الفلسفية والتاريخ والرسائل الأدبية، ومن أشهر الشعر الملحمي في الأدب الإغريقي القصيدتين الملحمتين الشهيرتين "الإلياذة والأوديسة" للشاعر هومر وتتحدث الإلياذة عن حرب طروادة بينما تتحدث الأوديسة عن البطل الإغريقي أدويسيوس وهو عائد لوطنه بعد سقوط طروادة.
كما ازدهرت الكتابات التاريخية في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، فقد تناول هيرودوت(أبو التاريخ) في كتاباته الصراع بين الشرق والغرب، وازدهر أيضًا الأدب الفلسفي ومن أشهر الفلاسفة سقراط وأفلاطون وأرسطو، وازدهر أيضًا الشعر الغنائي لوصف مشاعرهم والشعر التمثيلي لتصوير الأحداث والشخصيات.
الأدب في العصر الهلنستي
بدأ العصر الهلنستي بحلول عام338 قبل الميلاد واستمر حتى الفترة الرومانية الباكرة في القرن الأول قبل الميلاد، واتسم الأدب الهلنستي بالأسلوب الغنائي والرمزي وتميز بتداخل الثقافة اليونانية مع الثقافات الشرقية مما أدى إلى خليط ثقافي جديد وظهر الشعر الرعوي الذي تناول وصف الطبيعة وحياة الريف ويعتبر ثيوقريطس هو من ابتدع ذلك الشعر، وظهرت الرواية التاريخية أيضًا مثل أعمال فكتور البيتونية وكليوباترا السابعة التي كتبها جنوثيوس .
الأدب الروماني
يعد الأدب الروماني امتدادًا للأدب اليوناني حيث تأثر الرومان بالأدب اليوناني، ولكنهم تمكنوا من تطويره بطريقتهم الخاصة وقد بدأ في القرن الثالث قبل الميلاد حتى القرن الخامس الميلادي، وقد أبدع الرومان في الخطابة والكتابات التاريخية والفلسفية وفي العلوم المتخصصة أيضا، ومن أبرز الأدباء الرومان "فرجيل" الذي كتب الأنيد، وأيضا "اوفيديو" مؤلف التحولات.
الأدب الأوروبي في العصور الوسطى
تمتد العصور الوسطى من القرن الخامس وحتى القرن الخامس عشر وقد تميزت هذه الفترة بالتنوع الثقافي والأشكال المتعددة للأعمال الأدبية، فلقد كان الأدب الديني مؤثرًا جدًا في تلك الفترة حيث كانت الكنيسة الكاثوليكية تتحكم في أغلب الشئون الثقافية والسياسية وتمحورت الأعمال الأدبية حول الحكايات الدينية والقديسين والمعاناة والفداء؛ ومن أشهر الأعمال الأدبية "الفضيلة الدرامية" و"الأسطورة الأرثرية".
انتشرت الروايات الشعبية التي كانت تروي القصص الخيالية عن الأبطال ومغامراتهم، واشتهر الشعر الشعبي الذي كان يُغنى شفهيا في القرى والبلدان والذي كان له دورًا مهمًا في نقل التراث الثقافي، وتُرجمت النصوص الفلسفية الكلاسيكية لأفلاطون وأرسطو وسقراط وحظت بشعبية كبيرة.
الأدب الأوروبي في عصر النهضة
وهنا حيث بدأ العالم الجديد في النمو وكانت بدايته في أواخر العصور الوسطى من القرن الرابع عشر إلى القرن السابع عشر من إيطاليا ثم إلى باقي أنحاء أوروبا؛ حيث شهدت أوروبا ازدهارًا في الفن والعلوم والثقافة بشكل عام وشهد الأدب تطورًا كبيرًا في التعبير عن المشاعر والفكر والثقافة فقد كان هناك اهتمامًا كبيرًا لتطوير اللغة واستخدامها بشكل فني وأساليب مبتكرة وفصيحة، كما تم تطوير أنماط جديدة من العروض المسرحية وزاد اهتمام الكتاب بكتابة الروايات والقصص القصيرة؛ ومن أشهر أدباء عصر النهضة "شكسبير" و "جوته".
الأدب الأوروبي في العصر الكلاسيكي الحديث (عصر التنوير الكلاسيكي)
بدأ العصر الكلاسيكي من القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر وتميز بالتركيز على العقل والعلم والفلسفة وتأثر بالفلسفة اليونانية والرومانية الكلاسيكية مما أعطى له طابعًا ثقافيًا وفلسفيًا فريدًا؛ كما سعى الكُتاب للتعبير عن أفكارهم بطريقة ولغة بسيطة لرسم صورة واقعية للحياة بشكل عام، وتميز الأدب في هذا العصر بالتوازن والنظام وسعى لتعزيز التقدم والتنمية في المجتمع.
الأدب الأوروبي في العصر الحديث
بدأ في القرن العشرين، ويتميز الأدب في العصر الحديث بالتنوع والتطور في الأعمال الأدبية؛ ففي الشعر ظهرت الحركة الرومانسية التي ركزت على التعبير الشخصي والعواطف وإظهار مشاعر الشعراء، كما ظهرت الرواية الواقعية التي تعكس الحياة اليومية والمشاكل الاجتماعية والسياسية، وفي المسرح ظهرت أشكال جديدة مثل التراجيديا والكوميديا والدراما الشخصية ومن أبرز أدباء العصر الحديث دوستويفسكي وجوناثان سويفت وجورج ساند وجوهان فيليب.
وفي النهاية فقد كان للأدب الأوروبي تأثيرًا كبيرًا في العصر الحديث على التقدم الثقافي والفكري في أوروبا والعالم والذي شجع الأدباء والشعراء على الاستمتاع باكتشاف العالم وتصويره بأسلوب فني فريد ومبتكر وإثراء الحياة الثقافية للشعوب.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقاتك