اليوم سوف نثبت أن العلوم الحديثة تدل على وحدانية الله تعالى، وذلك من خلال قوله تعالى "إن اللهَ لَا يَسْتَحى أن يَضَربَ مَثلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فأما الَّذيَنَ امَنُوا فَيَعْلمُونَ اَنَّهُ اْلَحُق مِنْ رَبّهِم وأما الَّذيَن كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أراد اللهُ بِهذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثيراً وَيَهدِى بِه كَثيراً وَمَا يُضِلُّ ِبِه إلا الفَاسِقيَن" (سورة البقرة 26).
في البداية، دعونا نتطرق للتفسير اللغوي للآية، ثم بعد ذلك ننتقل إلى التفسير العلمي...
التفسير اللغوي للآية:
قال الله تعالى: "إن اللهَ لَا يَسْتَحى أن يَضَربَ مَثلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فأما الَّذيَنَ امَنُوا فَيَعْلمُونَ اَنَّهُ اْلَحُق مِنْ رَبّهِم وأما الَّذيَن كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أراد اللهُ بِهذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثيراً وَيَهدِى بِه كَثيراً وَمَا يُضِلُّ ِبِه إلا الفَاسِقيَن"
يقول قتادة -رحمه الله- في تفسير هذه الآية (إن الله لا يستحيي من الحق أن يذكرَ منه شيئًا ما قل منه أو كثر، وهو خبرٌ منه جلّ ذكره أنه لا يستحي أن يضرب في الحقّ من الأمثال صغيرِها وكبيرِها، ابتلاءً بذلك لعبادَه واختبارًا منه لهم، ليميز به أهل الإيمان والتصديق به من أهل الضلال والكفر به، إضلالا منه به لقوم، وهدايةً منه به لآخرين).
سبب نزول هذه الآية:
قال قتادة رحمه الله (إن الله حين ذكر في كتابه العنكبوت والذباب قال المشركون ما بال العنكبوت والذباب يذكران؟ فأنزل الله تعالى: "إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها").
الحكمة من ضرب المثل:
وهذا هو حال المؤمنين والكافرين أمام القرآن الكريم، فإن القرآن من معجزاته أنه يزيد المؤمن إيمانًا، ويزيد الكافر كُفرانًا.
التفسير العلمي للآية:
عزيزي القارئ في هذه الآية اكتشف العلم إعجازًا ربانيًا، "فالبعوضة" من أضعف وأصغر وأحقر الكائنات الحية، هي عبارة عن حشرة صغيرة يستطيع الإنسان أن يقضي عليها بطرف إصبعه، وعلى الرغم من ذلك فإن الله لا يخلق الشيء عبثًا، وكل شيء عنده بمقدار، فقد أثبتت الأبحاث والدراسات الحديثة أن البعوضة لها دور في الحياة، وهي أحد عوامل الحفاظ على التوازن البيئي فهي غذاء لكثير من المخلوقات مثل الضفادع، وقد تبين للعلماء أن هناك أكثر من 3000 نوع من البعوض ويصنِّف علماء الأحياء أنواع البعوض، فيما يقرب من 35 جنسًا
التكوين الجسدي للبعوض:
وعندما نتحدث عن التكوين الجسدي للبعوض نجد أنها في غاية الإتقان والإعجاز الإلهي حيث تتكون من ثلاثة أجزاء:
أولًا: رأس البعوضة:
- هو عبارة عن شكل مستدير يحمل أعين مركبة تتكون من العديد من العدسات الصغيرة، ويحتوي على الهوائيات كما أنه يحتوي على الفم المجهز لسحب الدماء من الإنسان والحيوان.
- وفي رأسها 100عين وفي فمها 48 سنًا، وفي خرطومها 6 من السكاكين أربعة منها لإحداث جرح مربع واثنين تلتئمان على شكل أنبوب لأمتصاص الدم.
ثانيًا: صدر البعوضة:
- حيث يتكون من 6 أجزاء كل جزء منهم يحمل زوج من السيقان.
- ويحمل الجزء الأوسط زوجًأ من الأجنحة.
- ويحتوي الجزء القريب من رأس البعوضة على فتحات التنفس، حيث إن جسم البعوضة يتكون من القصبة الهوائية التي يدخل إليها الهواء عن طريق هذه الفتحات.
- ولا يحتوي جسم البعوضة على رئة، وفي صدرها ثلاثة قلوب وفي كل قلب أُذينان وبُطينان ودُسامان.
ثالثًا: بطن البعوضة:
رابعًا: أرجل وأجنحة البعوضة:
- لدى البعوضة 6 أرجل وفي أرجلها مخالب إذا وقفت على سطح خشن، ومحاجن إذا وقفت على سطح أملس.
- ولها جناحان.
أجهزة البعوضة:
- الجهاز الأول: لتحليل الدم فهي لا تقبل امتصاص كل الدماء.
- الجهاز الثاني: للتخدير الذي يساعدها على غرز إبرتها دون أن يشعر بها الإنسان.
- الجهاز ثالث: للتمييع حتى يسهل على خرطومها الدقيق الدخول في جسم الإنسان.
- الجهاز الرابع: للشم فهي تستطيع أن تشم رائحة عرق الإنسان من مسافة تصل إلى 60 كيلو متر.
- الجهاز الخامس: للأستشعارالحراري للعثور على الكائنات الحية، وحساسية هذا الجهاز هو واحد على ألف درجة مئوية بخلاف درجة حرارة جسم الإنسان الطبيعية التي تتراوح ما بين 36 و37 درجة مئوية، وهذا الجهاز يعمل مثل بظام أنظمة الأشعة تحت الحمراء، حيث يعكس لها لون الجلد البشري في الظلمة إلى الون البنفسجي مثل أنظمة الرؤيا الليلية التي يستعملها الجنود.
فهي لديها قدرات تتفوق على أعقد الأجهزة الحديثة التي صنعها البشر!
المعجزة الحقيقية التي في ذلك الأمر!
أن العلم الحديث اكتشف أن هناك حشرة صغيرة حمراء اللون تعيش فوق ظهر البعوضة، وتتغذى عليها، وتسمى بالبق الأحمر ولا تُرى بالعين المجردة! لذلك قال الله تعالى "بعوضة فما فوقها".
عن سهل بن سعد الساعدي ـرضي- الله عنه- أنه قال، قَالَ رَسُول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: "لو كانت الدنيا تَعدل عند الله جَناح بَعوضة، ما سَقَى كافراً منها شَرْبَة ماء"
فسبحان الذي خلق فأبدع، تباركت ربنا أحسن الخالقين.💗
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقاتك