القائمة الرئيسية

الصفحات

 

 

يعتبر مرض السكري واحدًا من أكثر الأمراض شيوعًا في العالم، حيث زاد عدد الأشخاص المصابين بمرض السكري من 108 ملايين سنة 1980 إلى 422 مليون سنة 2014، وهو أكثر انتشارا في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مقارنة مع البلدان المرتفعة الدخل.

في هذا المقال، سنستكشف ما هو مرض السكري،أنواعه، أسبابه، أعراضه، مضاعفاته، طرق تشخيصه و أخيرا طرق الوقاية منه.

ما المقصود بمرض السكري؟

داء أو مرض السكري يشير إلى مجموعة من الأمراض التي تؤثر على كيفية استهلاك الجسم لسكر الدم أو ما يسمى بالغلوكوز  الذي يعتبر مصدر مهم للطاقة.

عدم إنتاج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين أو عدم قدرة الجسم على استخدام الإنسولين المنتج من طرف البانكرياس بفعالية، يؤدي إلى تراكم الجلوكوز أو السكر في الدم وبالتالي الإصابة بمرض السكري. 

الإنسولين: هو هرمون يفرزه البنكرياس ليستطيع الجسم أخد الجلوكوز من الدم و استعماله في إنتاج الطاقة اللازمة التي يحتاجها الجسم. 

أنواع مرض السكري:

1. السكري من النوع الأول

.مرض السكري من النوع الأول بالإنجليزية Type 1 diabetes مرض شائع بين الأطفال والمراهقين
هو مرض من أمراض المناعة الذاتية أي الأمراض التي تكون ناتجة عن عمل جهاز المناعة في الجسم ضد أحد أجزاء
وعند مريض السكري، يهاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس “بيتا” المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، ويقوم بتدميرها. ونتيجة لذلك، يفرزالبنكرياس كمية قليلة جدا من الانسولين
أو أنه قد يتوقف عن إنتاجه، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم.

الأشخاص المصابون بهذا النوع يتلقون مادة الأنسولين يوميا و طوال حياتهم للسيطرة على مستوى السكر في الدم.

2. السكري من النوع الثاني

مرض السكري من النوع الثاني بالإنجليزية Type 2 diabetes،هذا النوع أكثر إنتشارا بين البالغين وحتى الأطفال ويمثل معظم حالات السكري حيث يعاني منه أكثر من 95%.

في هذه الحالة ينتج البنكرياس كمية كافية من الانسولين غير أن الجسم لا يستطيع استخدامه بشكل صحىح والإستفادة منه، ما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم. وتعرف هذه الحالة باسم “مقاومة الانسولين”.

بسبب عدم استخدام الجسم للأنسولين قد يتحول هذا النوع إلى النوع الأول بعد عدة سنوات.

الأشخاص المصابون بهذا النوع يمكنهم إدارة حالتهم من خلال تغيير نمط حياتهم واتباع نظام غذائي صحي وأحيانًا باستخدام الأدوية.

3.مرض السكري أثناء فترة الحمل.

سكر الحمل بالإنجليزية Gestational diabetes تصاب به المرأة خلال فترة الحمل فقط.

فخلال فترة الحمل، تبدأ المشيمة بإفراز هرمونات تساهم في دعم و استمرارية الحمل، هذه الهرمونات تؤدي إلى زيادة مقاومة الخلايا للأنسولين الذي يفرزه البنكرياس، و في الثلثين الثاني والثالث من فترة الحمل تكبر المشيمة وتزيد إفراز هذه الهرمونات بشكل كبير حيث أن هذه الزيادة في إفراز الهرمونات تعرقلو تثبط عمل الأنسولين وبالتالي يرتفع مستوى السكر في الدم مما يجعل المرأة الحام تصاب بمرض بسكري الحمل.

تشير الأبحاث إلى أن النساء اللواتي يعانين من سكري الحمل يمكن أن يكن أكثر عرضة لمخاطر أكبر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل تسمى هذه الظاهرة "الاستدامة" أو "الانتقال" من سكري الحمل إلى مرض السكري من النوع الثاني .

4. السكر الخفيف أو السكر الخفي.

السكر الخفيف أو السكر الخفي هوالارتفاع الطفيف في مستوى السكر في الدم دون الوصول إلى مستوى مرض السكري الشديد. هذا الارتفاع يمكن أن يكون نتيجة لعوامل مؤقتة مثل تناول وجبة غذائية غنية بالسكر أو لعوامل مؤقتة أخرى.

في هذه الحالة، غالبًا ما يكون من الكافي اتخاذ بعض الإجراءات كتقليل استهلاك السكريات البسيطة والمعالجة وزيادة مستوى النشاط البدني لاستعادة مستوى السكر في الدم إلى النطاق الطبيعي.

أسباب مرض السكري؟

يختلف السبب الرئيسي للإصابة بداء السكري باختلاف نوعه. وتتمثل الأسباب فيما يلي:

أسباب الإصابة بمرض السكري النوع الأول

بسبب الإصابة بمرض السكري النوع الأول لا يزال مجهولا، لكن هناك بعض العوامل المرتبطة بالإصابة به، مثل:

  • التوقف عن إنتاج الإنسولين بسبب مهاجمة جهاز المناعة في الجسم لخلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين وتدميرها.
  • العوامل الوراثية حيث أن الأشخاص الذين يملكون تاريخًا عائليًا من السكري من النوع الأول ، هناك احتمال أكبر للإصابة بهذا النوع من المرض.
  • العوامل البيئية مثل الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية يمكن أن تؤدي إلى تدمير خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، السموم الكيميائية في الطعام أو يمكن لشيء غريب أن يدخل إلى الجسم الشيء الذي يؤدي إلى رد فعل مناعي ذاتي.

أسباب الإصابة بمرض السكري النوع الثاني

  • العوامل الوراثية وتثمتل في تاريخ العائلة الطبي مع المرض.
  • السجل الطبي الشخصي (الإصابة سابقا بسكري الحمل مثلا)
  • مقاومة الأنسولين بسبب عدم قدرة الجسم على الاستفادة من الإنسولين بالرغم من إفرازه بكميات كافية من البنكرياس.
  • السمنة الزائدة: الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك بسبب الوزن الزائد الذي يؤدي إلى مقاومة الأنسولين.
  • الخمول البدني: قلة النشاط البدني قد يزيد من خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني فممارسة التمارين الرياضية بأنواعها سواء أكانت هوائية أو تمارين المقاومة تساعد في تحسين الأنسجة العضلية للأنسولين.
  • التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مع التقدم في العمر،خاصةً بعد عمر الـ 45.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول.
  • الانتماء العرقي: بعض الأعراق مثل الأفارقة الأمريكيين تكون أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري من غيرها.

أسباب الإصابة بمرض السكري الحمل

تعود الإصابة بسكري الحمل إلى الأسباب التالية:

  • إفراز المشيمة لهرمونات تثبط من عمل الأنسولين.
  • الارتفاع في الوزن أو السمنة.
  • إصابة سابقة بسكري الحمل.
  • وجود تاريخ عائلي لمرض السكري يزيد من احتمالية الإصابة بسكري الحمل.
  • إنجاب طفل في حمل سابق وزنه أكثر من 4 كيلوغرام.
  • الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.

أعراض مرض السكري

1.أعراض مشتركة بين جميع أنواع مرضى السكري:

هذه الأعراض مشتركة بين جميع أنواع مرضى السكري سواء أكان من النوع الأول، الثاني أو سكري الحمل ، وهي كالتالي:

  • العطش المستمر وكثرة التبول

  • الجوع، التعب و الإجهاد
  • جفاف الفم وحكة الجلد

  • زغللة الرؤية أوعدم وضوحها

2.أعراض مرض السكري النوع الأول :

هذه الأعراض تظهر عند المصابين بمرض السكري النوع الأول دون غيرهم وتشمل:

  • فقدان الوزن من دون قصد.
  • الغثيان والتقيؤ.

3.أعراض مرض السكري النوع الثاني:

هذه الأعراض تظهر عند المصابين بمرض السكري النوع الثاني دون غيرهم وتشمل:

  • الالتهابات الفطرية في الأماكن الدافئة والرطبة في الجسم.
  • ببطء التئام القروح أو الجروح.
  • الشعور بالخدران في اليدين والقدمين.

4.أعراض مرض سكري الحمل:

لا تظهر أية أعراض سكري الحمل على الحامل عند إصابتها بسكر الحمل لكن يمكن الكشف عنه أثناء فحص كشف سكر الحمل بين الأسبوع 24 و 28 من الحمل.

مضاعفات السكري

مرض السكري هو مرض خطير يمكن أن يكون له مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد، فبعضها قد يؤثر على الحياة اليومية للمريض والبعض الآخر قد يؤدي إلى الوفاة لا قدر الله.
وتشمل المضاعفات:

  • مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
  • الفشل الكلوي.
  • مشاكل في الرؤية وفقدان البصر.
  • مشاكل في القدمين و اليدين مثل الخدران والتنميل.
  • مشاكل في البشرة و الجلد، مثل الإصابة بالتهابات فطرية وبكتيرية بشكل متكرر.
  • التأثير النفسي والاجتماعي السلبي لمرض السكري على المصاب به مما يؤدي إلى الخوف والإكتئاب.
  • أمراض في اللثة والأسنان.
  • فقدان السمع.
  • الإصابة بأمراض الخرف، مثل داء الزهايمر.
  • تلف الأعصاب، أو اعتلال الأعصاب السكري.
  • الجلطات الدماغية.

مضاعفات سُكَّري الحمل

في أغلب الحالات النساء المصبات بسكري الحمل تنجب أطفالاً أصحاء، لكن بسبب مستويات السكر المرتفعة في الدم وغير المتحكم فيها قد تؤدي إلى التسبب في مشكلات لكِ ولطفلكِ.

تشمل المضاعفات التي قد تظهر على الطفل بسبب إصابتك بسكري الحمل ما يلي:

  • اقد يزداد طفلك بوزن زائد أكثر من اللازم.
  • في بعض الأحيان قد يُصاب أطفال الأم المصابة بسكري الحمل بانخفاض في سكر الدم بعد الولادة بوقت قصير.
  • قد يتعرض أطفال الأمهات المصابات بسكري الحمل لخطر الإصابة بالسمنة و مرض السكري من النوع الثاني في مرحلة عمرية لاحقة.
  • عدم معالجة لسكري الحمل قد يؤدي إلى وفاة الرضيع، سواء قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة.

و المضاعفات التي قد تظهر على الأم بسبب إصابتها بسكري الحمل تشمل ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • وجود كميات زائدة من البروتين في البول.
  • تورم الساقين والقدمين.
  • الإصابة بسكري الحمل مرة أخرى.

تشخيص مرض السكري

تشمل طرق التشخيص ما يأتي:

1. اختبار السكر في الدم على معدة فارغة (Fasting Blood Sugar Test):

بحيث يُطلب من الشخص أن يصوم لمدة 8 إلى 12 ساعة قبل الاختبار ويتم قياس مستوى السكر في الدم على معدة فارغة، والنتائج تحدد ما إذا كان الشخص مصاب بداء السكري أم لا.

2. اختبار السكر في الدم العشوائي (Random Blood Sugar Test):

بحيث يتم قياس مستوى السكر في الدم في أي وقت من اليوم دون الحاجة إلى الصيام، والنتائج تحدد ما إذا كان الشخص مصاب بداء السكري أم لا.

3. اختبار A1c (اختبار الهيموجلوبين Hemoglobin A1C/ Glycosylated hemoglobin test):

يُقيس هذا الاختبار متوسط مستوى السكر في الدم على مدى الثلاثة أشهر الماضية، وبناء على النتيجة يتم تشخيص ما إذا كان الشخص مصاب بداء السكري أم لا.

4. اختبار السكر في الدم بعد تحميل السكر (Oral Glucose Tolerance Test - OGTT):

بحيث يُطلب من الشخص شرب محلول يحتوي على كمية معينة من السكر بعد الصيام و يتم قياس مستوى السكر في الدم قبل تناول السكر وبعده بساعتين، والنتائج تحدد ما إذا كان الشخص مصاب بداء السكري أم لا.

بعد تأكيد تشخيص مرض السكري بأحد الاختبارات، يعمل الفريق الطبي على تحديد ما إذا كان الشخص مصاب بالنوع الأول أو الثاني وتحديد العلاج المناسب وخطة إدارة مخصصة للمريض.

من الضروري أن يتم متابعة مستويات السكر في الدم بانتظام واتباع التوجيهات الطبية للحفاظ على الصحة الجيدة ومنع أي مضاعفات.

الوقاية من مرض السكري

تركز طرق الوقاية عادةً على مرض السكري النوع الثاني، هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية منه، سواء كنت تعاني من عوامل خطر معينة أو كنت ترغب في الحفاظ على صحتك العامة.وهذه بعض النصائح للوقاية من مرض السكري::

1. تناول نظام غذائي صحي:

  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والفاكهة وقليل السعرات الحرارية .
  • تجنب تناول الكميات الزائدة من السكريات والدهون المشبعة.

2. ممارسة الرياضة بانتظام :

  • حافظ على مستوى نشاط بدني منتظم، مثل المشي أو ركوب الدراجة.
  •  يوصى بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، على الأقل 150 دقيقة في الأسبوع.

3. مراقبة الوزن:

  • إذا كنت تعاني من زيادة في الوزن، فحاول خسارة الوزن بطريقة صحية ومستدامة.
  • الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري.

4. لابتعاد عن التدخين وتجنب الكحول:

التدخين واستهلاك الكحول يمكن أن يزيدان من خطر الإصابة بمرض السكري، لذا يُفضل تجنبهما.

5. المتابعة الطبية الدورية:

  • تنظيم زيارات منتظمة للطبيب لفحص صحتك العامة ومراقبة مستوى السكر في الدم.
  • إذا كنت تعاني من عوامل خطر معينة مثل التاريخ العائلي للسكري، قد يكون من الضروري فحص السكر بشكل دوري.

6. التعامل مع الضغوط النفسية:

 يمكن أن يؤدي التوتر والقلق إلى اضطرابات في مستوى السكر في الدم. حاول تعلم تقنيات التحكم في الضغوط والاسترخاء.


 مرض السكري هو مرض مزمن يصيب الأطفال والبالغين وله مضاعفات خطيرة ، ولكنها قابل للإدارة بشكل جيد من خلال التشخيص المبكر واتباع نمط حياة صحي.

تعليقات

التنقل السريع