القائمة الرئيسية

الصفحات

الشعر في صدر الإسلام


يُشار إلى بداية العصر الإسلامي بمصطلح صدر الإسلام، وهو تلك الفترة التي تبدأ ببعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتمتد مرورًا بوفاته صلى الله عليه وسلم، حتى تنتهي بمقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ونهاية الخلفاء الراشدين عام 40 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تلك الفترة كان لدخول الإسلام تأثيرًا قويًا على الشعر والشعراء، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال فكيف كان موقف الإسلام من الشعر، وكيف تبدل حال الشعراء؟

 

موقف الشعراء عند ظهور الإسلام

 

انقسم الشعراء في بداية ظهور الإسلام، كل في اتجاه مختلف، مما أدى إلى ظهور بعض الآراء التي أشارت إلى ضعف الشعر في ذلك الوقت، حيث كانت حجتهم، بأن انشغال العرب بالجهاد والدعوة إلى الإسلام، والغزوات المختلفة، نتج عنه ذلك الضعف في مجال الشعر خاصة.

 

وكان قد أُطلق على  الشعراء  الذين أدركوا الإسلام،  اسم "الشعراء المخضرمون" ،  وقيل في هذا المعنى أن الخضرمة تكون لكل من أدرك الجاهلية والإسلام معًا، فمخضرم أي أدرك الخضرمتين: خضرمة الجاهلية  والإسلام.

 

ومن الشعراء من استمر في قول الشعر ولكن بصورة تتماشي مع تعاليم العقيدة الإسلامية، مثل (حسان بن ثابت وكعب بن زهير بن أبي سلمى والحطيئة وعبد الله بن رواحة).

 ومنهم من هجر الشعر، وانشغل بأمور الدين، مثل (لبيد بن ربيعة).


فبدأ الشعراء يتجهون إلى الشعر الذي يوضح عظمة الدين الإسلامي،  وعزموا على ذكر مساوئ المشركين،  وشرعوا في مدح النبي محمد عليه الصلاة والسلام.


موقف الإسلام من الشعر

 

تأثر الشعر بالإسلام تأثرًا كاملًا، فانفض الشعراء نحو القرآن الكريم وتعاليم الدين الجديد، والذي نادى بالقضاء على العصبية والتشدد، ونادى بحفظ الأعراض والمساواة.


فسنجد أن الشعر في عصر صدر الإسلام قد ازدهر، بسبب استخدامه في الدفاع عن الدين، ونشر الدعوة، وبمدح  رجال الدين، ولكن بأسلوب جديد، على نهج القرآن وبلاغة الرسول، وفصاحته.


وفي نفس الوقت، نجد أن الدين الإسلامي قد حارب فِكر المشركين في الشعر، ومناهجهم الفاسدة، فقال الله تعالى: (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ*إِلَّا الذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلِواْ الصَالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللهَ كَثِيرًا وانْتَصَرُواْ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمُ الذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

فالمقصود في الآية الكريمة؛ محاربة الطرق الفاسدة والأساليب التي لا تتفق مع تعاليم الإسلام، من الهجاء الفاحش ووصف الخمر، وغيرها، فليس المقصود بها الشعراء أنفسهم. 


موقف الرسول


كان النبي صلى الله عليه وسلم، يسمع الشعر ويثني عليه، فكان يستمع لشعر حسان بن ثابت، وكعب بن زهير، وأمية بن أبي الصلت، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم معاديًا له، وكان يقول " الشعر بمنزلة الكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام "، ومن مواقفه صلى الله عليه وسلم في ذم الشعر للتوجيه، قوله صلى الله عليه وسلم: " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا ودمًا خير له من أن يمتلئ شعرًا ".

فالرسول صلى الله عليه وسلم فرق بين شعراء المسلمين، والمشركين، فحين استمع إلى شعر كعب بنزهي، أعجب به وأهداه بردته، والذي قال في مطلعها:


"بانت سعادُ فقلبي اليومَ متبولٌ

متيّمٌ إثرها لم يفدَ مكبولُ

نبّئتُ أنّ رسول الله أوعدني

والعفوُ عندَ رسول اللهِ مأمولُ"

 

خصائص الشعر

 

أحدث الإسلام الكثير من التغييرات في الشعر، وأدخل فيه الكثير من الموضوعات الجديدة، كدعوته إلى المثل العليا، والأخلاق الحسنة والحميدة.


 تغيرت معاني الشعر عما كانت عليه في العصر الجاهلي، حيث اتجهت  إلى خدمة الدين.

 

وتأثرت أساليب الشعر المختلفة بتعاليم القرآن، بالإضافة إلى ما تضمنته من المعاني المستوحاة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعاني الخوف من الله، والابتعاد عن المحرمات، فأصبح أسلوب الشعر أكثر رقة وابتعد عن الغلظة والتخبط، وأصبحت أساليبه أكثر عذوبة وسلاسة.

 

وظهرت الكثير من الألفاظ الإسلامية البعيدة كل البعد عن التكلف والمد المبالغ فيه، وبعيدًا عن الخيال والعاطفة المصطنعة، فتخلص الشعر من تعقيداته.


أغراضه


تنوعت أغراض الشعر في العصر الإسلامي ما بين الرثاء، ووصف المعارك، الفخر بالبطولات الإسلامية، الهجاء، الدعوة إلى تعاليم الدين، والحث على الجهاد.

 

شعراء صدر الإسلام


يتقدم شعراء صدر الإسلام الذين وظّفوا أشعارهم في خدمة الدين؛ حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة.




 

 

 

 

تعليقات

التنقل السريع