القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا حرم الله أكل لحم الخنزير واعتبرها فسق وفجور؟ وماذا يحدث لجسدك إذا أكلتها؟!😮



_ لم يكن الدين الإسلامي أول من حرم أكل لحم الخنزير بل حرمتها أيضًا كلًا من الشريعتين اليهودية والمسيحية من قبل!

_ في البداية، دعونا نتطرق إلى التفسير القرآني، ثم بعد ذلك ننتقل إلى التفسير العلمي.

التفسير القرآني:

في القرآن الكريم تكررت آية تحريم لحم الخنزير في أربعة مواضع مختلفة، منها قول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. سورة البقرة آية (173).

- ومعنى قوله ﴿وَلَحْمَ الخِنْزِيرِ﴾أي هو اللحم الذي يتم استخلاصه من الخنازير المستأنسة سواء أكانت في المزارع أو البيوت. وكل أجزاء الخنزير نجسة محرمة شاملة للحمه وشحمه، سواء كان هذا الخنزير بريًّا، أوأهليًّا ؟ لقذارته وخبثه.

- وقد ورد عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنه قال: قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (والذي نَفسي بيَدِه، لِيُوشِكَنَّ أن يَنزِلَ فيكم ابنُ مَريمَ حَكَمًا عَدْلًا، فيَكسِرَ الصَّليبَ، ويَقتُلَ الخِنزيرَ، ويَضَعَ الجِزيةَ، ويَفيضَ المالُ حتى لا يَقبَلَه أحَدٌ، حتى تكونَ السَّجدةُ الواحِدةُ خَيرًا مِنَ الدُّنيا وما فيها).

- ومن أقوال الفلاسفة: قول ابن خلدون رحمه الله (أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة).

- إذًا حرم الله علينا ما يضرنا كالميتة التي لم تذبح بطريقة شرعية، ولحم الخنزير، والذبائح التي ذبحت لغير الله. ومِنْ فَضْلِ الله علينا وتيسيره أنه أباح لنا أكل هذه المحرمات عند الضرورة. فمن ألجأته الضرورة، غير ظالم، ولا متجاوز، فلا ذنب عليه في ذلك. إن الله غفور لعباده، رحيم بهم.


التفسير العلمي:

"الطعام" يعد عصب الحياة فبدونها لا يستطيع الإنسان أن يبقى على قيد الحياة، فجاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تدل على أطيب الأطعمة  قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}.

وجاء على نقيض ذلك أمر إلهي بنص قرآني يحرم فيها بعض الأطعمة قال تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِير}. فكما أنه تعالى يحلل فإنه يحرم أيضًا، فهو يعلم ما ينفعنا وما يضرنا. 

- وعندما نتحدث عن "الخنزير" نجد أنه من الحيوانات الثدية أي ثنائيّة التغذية، تعيش على تناول النباتات واللحوم، سريع التوالد وسبب ذلك هو الزيادة في هرمون النمو، وينتشر في العديد من البلدان الآسيوية والأفريقية والأوروبية والأمريكيتيْن، ويعتبر واحدًا من أهم مصادر الثروة الحيوانية في تلك البلدان نظرًا لاستخدام لحومها في التغذية، وجلدها ووبرها في الصناعة، وأيضًا استخدامه للحراسة.

- وتعتمد الخنازير بشكل رئيسي في غذائها على تناول الفضلات والجِيف والقاذورات وبقايا الأطعمة المختلفة، فهو من

 الحيوانات آكلة كل شيء شديدة النهم للطعام، وقد يصل به الأمر إلى تناول صغاره، كما أنها خبيثة الطبع حيث تجتمع فيه

 الصفات السبعية والبهيمية.

- ومن هنا ظهرت حكمة الله تعالى في تحريم أكل لحم الخنزير، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة خطر تناول هذا النوع من اللحوم، فإن أكل لحم الخنزير يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة ومتعددة حيث يبلغ عدد الأمراض التي تصيب الخنزير 450 مرضًا، منها 27 مرضًا وبائيًا ينتقل إلى الإنسان.

الأمراض التي تصيب آكلين لحوم الخنازير:

  • التسبب في ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية وتصلب شرايين القلب، وهذا هو السبب الرئيسي في معظم حالات الذبحة القلبية: حيث يحتوي لحم الخنزير على الكثير من الدهون التي تترسب في الأوعية الدموية من حيث إنها لا تقبل الانحلال بسهولة كونها جزيئات دهنيةٌ كبيرة الحجم متداخلة مع طبقات اللحم، ومن ثم يؤدي السمنة المفرطة. 
  • التسبب في ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الكبد، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا كانت المناعة ضعيفة لدى بعض الأشخاص.
  • الإصابة بالديدان المختلفة بسبب اعتماد الخنزير على القاذورات في تغذيته، ومن أخطر هذه الديدان هي "الدودة الشريطية" حيث تبقى في الأمعاء الدقيقة للإنسان لفترة طويلة جدًا، ونمو هذه الديدان في المخ يؤدي إلى الإصابة بحالات الصرع وإلى شلل بعض الأعضاء. 

  • الإصابة بوباء إنفلونزا الخنازير حيث يسبب يؤدي إلى مشاكل في التنفس والتهابات في الرئة وطفح جلدي مصحوب بالحمى وغيره الكثير من الأمراض.. وأول ظهور له كان في بلاد المكسيك وأول الإصابات كانت لدى الأطفال البالغين من العمر 5 سنوات. في عام 1918 انتشر هذا الوباء وقتل حوالي 20 مليوناً من البشر! وفى عام 1977 قامت اللجنة الأمريكية بإصدار أمر بتطعيم كل أمريكي بالمصل الوقائي من هذا المرض، وتكلف ذلك التطعيم 135 مليون دولار.

  • الإصابة بديدان الترخينة: وهذه الديدان تعيش في عضلات التنفس والأعضاء الحيوية من الجسم كالمخ والعين والقلب والرئة والكبد وعدد المصابين بهذا المرض في أمريكا هو 47 مليون شخص ونسبة الوفاة30 في المائة.

  • الإصابة بالدوسنتاريا الخنزيرية: وهي أكبر الجراثيم ذات الخلية الواحدة التي تصيب الإنسان، ويوجد هذا الميكروب في براز الخنازير، وينتقل إلى طعام الإنسان بعدة طرق، وتعيش في الأمعاء الغليظة مؤدية إلى ارتفاع في درجة الحرارة، وقد يثقب القولون ويعقبه الموت!
  • الإصابة بمرض ثعبان البطن الخنزيري: حيث في عام 1982 وبالتحديد في المناطق الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية اكتشف العلم الحديث تعرض الإنسان لهذا المرض، نتيجة للاتصال المباشر بالخنزير.

  • الإصابة بمرض الالتهاب السحائي الناتج عن الإصابة بالميكروب السبحي الخنزيري، ففي عام 1968م تبين أن هذا الميكروب يؤدي إلى الفتك بالإنسان، وحدوث التهاب في الأغشية الملاصقة للمخ ، وإفراز سموم في دم المصاب تؤدي إلى الوفاة، والذين ينجون يصابون بصمم دائم وفقدان في التوازن.

  •  ضعف الجهاز المناعي حيث إن كليتي الخنزيرتفرزان فيروسات تؤدي إلى اضطرابات في دماغ الإنسان، كما أن بنكرياس الخنزير يفرز فيروسًا يسبب مرض السكري والشلل الرعاش وتلف في الجهاز العصبي.

  • نقل السموم إلى جسم الإنسان حيث إن الخنزير ليس لديه غدد عرقيه، وليس لديه وسيلة لتخلص من تلك السموم، مما يسبب استقرار السموم بداخله، ويصبح لحمه مليئًا بالسموم!

- لم تتوقف الأمراض على التي ذكرناها فقط، بل كل فترة يكتشف العلم الحديث أمراضًا أخرى تزيد اثبات صحة ما جاء في القرآن الكريم..! 

ما الحكمة من خلق الخنزير وهو يُعد من أحد الحيوانات القذرة على وجه الأرض؟! 

الإجابة: نقول أن الله تبارك وتعالى لم يخلق شيئًا في هذا الكون عبثًا وكل شيء عنده بمقدار، وله حكمة في ذلك سواء أعلمنا إياها أو أستأثر بعلمها فلا يعلمها إلا هو.

  • والحكمة من خلق الخنزير منها أنه شاهدٌ على عذاب قومٍ من بني إسرائيل كفروا وكذبوا بنبيهم، فمسخهم الله على صورة القردة والخنازير قال تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ الله مَنْ لَعَنَهُ الله وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}، يقول ابن القيم في كتابه "مفتاح دار السعادة" عن الخنزير: (وتأمل حكمته تعالى في مسخ من مسخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم، فإنها لما مسخت قلوبهم، وصارت على قلوب تلك الحيوانات وطباعها، اقتضت الحكمة البالغة أن جعلت صورهم على صورها، لتتم المناسبة، ويكمل الشبه، وهذا غاية الحكمة، واعتبر هذا بمن مسخوا قردة وخنازير كيف غلبت عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها).

  • ومن الحكمة أيضًا من خلقه هي تنظيف الأرض من النفايات والجِيَف كالفئران الميتة، وليس ليكون طعامًا للإنسان، فله دورٌ كبيرٌ في تنظيف البيئة وتطهيرها من الأقذار والأوساخ،  فتكمُن مهمتهُ في الحياة، لذلك هو حيوانٌ بريٌ لا يجوز تربيته في المزارع. والله تعالى أعلى وأعلم. 


فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة  والحمد لله على تحليل وتحريم الله تعالى لما فيه الأصلح والأنفع لنا.

author-img
في عصر المعرفة والمعلومات المتدفقة، أصبحت الكتابة هي الوسيلة التي تربطنا بجذور العلم، وتُرشدنا نحو مستقبل أكثر إشراقًا. Education Daily ليست مجرد منصة تعليمية، بل هي نافذة مفتوحة على عوالم متنوعة من الدين، الطب، التعليم، التاريخ، وغيرها من المجالات. نحن نؤمن بأن المعرفة حقٌ للجميع، ونعمل بجد لتقديم محتوى يعزز الفكر، ويغذي العقول.

تعليقات

التنقل السريع