القائمة الرئيسية

الصفحات

فائدة دراسة الشعر


إن دراسة الشعر، وترديد أبياته على لسان الناس؛ قد يواجَه بالرفض والاستنكار، فيرى البعض أنه في دراسة الشعر ترف، ويرى آخرون أنه إضاعة للوقت، ولكن الحقيقة تقول أن للشعر في تاريخ الأدب بأكمله أهمية كبرى لا تخفى على أحد، فقد اقترن الشعر باللغة، وعرف قديمًا بأنه "ديوان العرب"، وإليك بعض فوائد دراسة الشعر.

فهم القرآن الكريم والسنة 

 يعتبر الشعر العربي مخزنٌ لللغة، فهو يضم العديد من المفردات والألفاظ التي استخدمها العرب قديمًا، ويمكّننا من الاطّلاع على التراكيب اللغوية، وبسبب وجود ما يُعرف بالشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم ومعناه الاستشهاد بالشعر في تفسير وإيضاح بعض آيات القرآن؛ فنجد إنكارٌ لذلك موجّه للنحويين، ولكن من الردود عليه هو أن المقصود هنا هو النظر في الشعر العربي لتوضيح الحرف الغريب من القرآن، فنجد أن الصحابة قد لجأوا إلى الشعر في ذلك، فكان ابن عباس رضي الله عنه ينشد الشعر في سؤاله عن القرآن، وقال: " إذا خفِيَ عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعرِ، فإنّهُ ديوان العرب"، وقال عمر رضي الله عنه "أيها الناس تمسّكوا بديوان شِعْركم في جاهليتكم فإنّ فيه تفسيرَ كتابكم". 

تعلم مفردات جديدة  

بسبب ما أشرنا إليه سابقًا من كون الشعر مخزن لللغة العربية، فإن دراسة الشعر تمكّنك من معرفة مفردات جديدة لم تكن على دراية بها، فإن الشعر يحتوي على مخزون هائل من الألفاظ والمفردات باختلاف الأزمان، فاللجوء للشعر يعد حلًا مناسبًا جدًا للحصول على حصيلة لغوية كبيرة، تقودك إلى فصاحة اللسان، ورجاحة العقل، وسهولة انتقاء الكلمات المناسبة للمواقف المختلفة. 

التثقيف وتنمية القدرات الإبداعية 

يمكننا إطلاق لفظ "السجل" على الشعر العربي، فإنه بمثابة سجل تاريخي يحوي العديد من المعلومات عن العصور القديمة والحديثة، وهو خلاصة التجارب الإنسانية، ومصدرللمعرفة، ويعد وعاء ثقافيًا، فمجرد قراءة بعض الأبيات الشعرية تثير العقول، وتدعونا للتفكر فيما حدث والبحث عن المزيد من المعلومات والحقائق، فمن فوائد الشعر التي يحتاج كل منا إليها هي تثقيف العقل وتزويده بمعلومات جديدة، والحث على تخيل الأحداث وتنمية قدرات العقل الإبداعية والإدراكية. 

الاستمتاع والترويح عن النفس 

المعروف عن الشعر أنه ذلك الكلام المقفى الموزون، الألفاظ التي نشعر بالنشوة عند سماعها، وإلقائها بطريقتها الصحيحة تثير عواطفنا، وتنشط أدمغتنا، وكان قديمًا إذا ما انتهوا من مهامهم؛ اجتمعوا يكتبون الشعر ويستمتعون بإلقاءه في مجالسهم، ويستغلون أوقات الفراغ في مدارسة الجديد من أشعارهم.  

فهم النفس  

قد يشعر الإنسان بأشياء يعجز عن تفسيرها، يتساءل عن إذا قد شعر بها غيره أم لا، وبقراءة الشعر يجد الكثير من المشاعر المختلفة والتي قد تطابق ما يشعر به، فيصل إلى فهم ما يجوب بخاطره، ويحثه ذلك على قراءة المزيد لفهم أشياء أكثر عن أنفس الشعراء ومشاعرهم، فإن الشعر يعتبر تجسيد لمعانٍ مختلفة ومواقف حقيقية عاشها الشاعر ومر بها.  

معرفة تاريخ الأمم السابقة  

كان الشعراء يتسابقون لتسجيل كل الملاحم والأحداث التاريخية المهمة صغيرها وكبيرها، وسردها في أبيات شعرية وقصائد، فنجد مجريات كل مجتمع سابق قد كتب عنها وتم توثيقها في قصيدة ما، وعرف قديمًا أن من أهم الأوقات التي يزدهر فيها الشعر، تلك التي اشتملت على حرب ما أو معركة أو حدث تاريخي، فتجد الشعراء يكتبون الرثاء إذا ما انتهت المعارك، ويفتخرون بالنصر، ويحتفلون.  

التحفيز 

من أهم خصائص الشعر الحماسة والحث على الجهاد والنضال، فيلعب الشعر دورًا هامًا في تحفيز الذات، والدعوة إلى التغيير، وبدراسة الشعر نسمح لأنفسنا بالتأثر بعبارات التحفيز هذه، والتفكر في خلق مجتمع أفضل والارتقاء بأنفسنا ومن حولنا، وعلو الهمة لإنجاز ما نتقاسع عنه.


وغير ذلك الكثير من أهمية الشعر وفوائده التي يصعب علينا حصرها في نقاط بسيطة، ولكن الأهم هو التجربة، فاسمح لنفسك بالدخول إلى عالم الشعر وانظر إلى التغيير الذي ستجده في نفسك وفكرك.

تعليقات

التنقل السريع