القائمة الرئيسية

الصفحات

تفسير سورة الفاتحة، وبعض الوقفات التدبرية.

كل سور القرآن جليلة، وكلهن سور عظيمة، لكن هل تساءلت يومًا ما أعظم سورة في القرآن؟.
هل هي سورة البقرة التي يبلغ عدد آياتها مئتي وست وثمانين آية؟
لا ليس كذلك.
لك أن تتخيل أن أعظم سورة هي الفاتحة والتي تبلغ فقط سبع آيات! وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على قيمتها العظيمة.
وفي هذا المقال سوف نتدارس التفسير الميسر للسورة، وبعض الوقفات حولها.


 أسماء أخرى لسورة الفاتحة  

تعددت أسماء السورة وتنوعت، فمن بعض اسمائها؛ أم الكتاب، السبع المثاني، الكافية، الرُقية، الشافية وشفاء.

كما أن هناك حديث قدسي من رب العباد يقول "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي" والمقصود بالصلاة هنا هي سورة الفاتحة.

وقد رأى بعض العلماء أن اسماء السورة تبلغ بضع وعشرين اسمًا، والبعض الآخر وصلها لبضع وثلاثين.


نظرة عامة عن السورة

سورة الفاتحة هي سورة مكية نزلت قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أنها ركن أساسي من أركان الصلاة.
الفاتحة تعني التي تفتح على غيرها، وهي المدخل الرئيسي لباقي سور القرآن، وتُعد المجمل لما ذُكر في القرآن مُفصلاً.
وقد قال عنها النبي صلوات ربي عليه أنها سورة لم ينزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان سورة مثلها.
كما أن الإمام الرازي قال إن لديه ألف مسألة في الفاتحة، وهذا يدل على مدى أهميتها لعلماء الدين.


تفسير الفاتحة 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 

  • الباء للمصاحبة والاستعانة بالله، أي اللهم إني استعين باسمك وأصحبه.
  • "اللَّهِ" وهو المعبود بحق ولا معبود غيره، وهو أخص اسماء الله تبارك وتعالى ولا يُسمى به سواه.
  • "الرَّحْمَنِ" ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء وشملت جميع عباده.
  • "الرَّحِيمِ" تأكيد على رحمة الله.

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

  • أي نثني عليك يا ربنا ورب كل شيء، يا من له الكمال وليس لأحد سواك. فلا خالق غيرك ولا معبود قبلك ولا بعدك، فأنت المربي لجميع خلقك ومعلمهم الإيمان.

الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

  • "الرَّحْمَنِ" الذي وسعت رحمته جميع الخلق.
  • "الرَّحِيمِ" وهو الرحيم بالمؤمنين، الذي يرحم ضعفهم وعجزهم، وهما اسمان من اسماء الله الحسنى.

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

  • مالك يوم القيامة والحساب، الموفي أجور عبادك.
  • وعند قراءة تلك الآية في كل ركعة فإنها بمثابة التذكير لنا باليوم الآخر، وأن نستعد للقاء ربنا بالأعمال الصالحة.

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ

  • لا نخص غيرك بعبادتنا، فلا نعبد إلا إياك، ولا نستعين بسواك، فأنت المعين لنا والأمر كله بيدك لا أحد يشاركك فيه
  • وفي الآية تحريم للاستعانة بغير الله كمناجاة الموتى وطلب العون من الصالحين. 

اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

  • ها نحن يا الله بعد الثناء لك ندعوك خاشعين، طامعين في إجابتك، أن ترشدنا للطريق المستقيم وارزقنا الثبات عليه إلى يوم الدين. 
  • والطريق المستقيم هو الإسلام الحق الذي جاء به نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ

  • أرشدنا ودُلنا إلى طريق عبادك المؤمنين المتبعين لأوامرك والمبتعدين عن نواهيك الذين آمنوا بالرسول واتبعوه، طريق الذين أنعمت عليهم من الأنبياء والشهداء والصديقين، فأولئك هم أهل الهداية والصلاح.
  • ولا تجعلنا يارب من الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه وشقوا على رسولهم وهم اليهود والذين اتبعوهم.
  • ولا تجعلنا أيضًا من الذين ضلوا الطريق ولم يهتدوا، وهم النصارى والتابعين لهم.
  • وفي هذه الآية بيان بأن الفوز لمن اتبع رضوان الله وآمن برسوله، ولم يضل أو ينكر ويجاحد كاليهود والنصارى
  • كما أنه توكيد قوي على أن الإسلام هو أعظم النعم التي يرزق بها الإنسان.
  • فمن عرف الحق واتبع الإسلام فهو أولى بالصراط المستقيم.
يستحب في الصلاة بعد الانتهاء من الفاتحة قول "آمين" أي اللهم استجب لدعواتنا وارزقنا الصراط المستقيم.
و "آمين" ليست من ضمن السورة كما اتفق العلماء لذا لم تُكتب في المصحف.


وذُكر في الحديث القدسي كما قال الله تعالى: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال : مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل".
وفي الحديث بيان أن الله جل جلاله يرد من على عرشه على قارئ الفاتحة، وإنه لاصطفاء وتشريف عظيم لتلك السورة وقارئها.
هل علمت الآن لماذا أمرنا الله بقراءة الفاتحة تحديدًا دونًا عن غيرها في كل ركعة من الصلاة؟
سبحانه، وكأنه يهدينا الدعاء، ولعله يرزقنا الاستجابة.
فيا لها من سورة عظيمة!


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شاركنا بتعليقاتك

التنقل السريع